موضوعي هذا ليس نسخ لمقالة لأحد الكتاب العرب الرائعة حول الفروقات بين من هم عُميان البصيرة وكفيفي البصر … ولكن أحببت أن آخذ مقالته تلك وأسقطها على واقع نعيشه في عالمنا العربي اليوم وخاصة وبالتحديد مشجعي كرة القدم “ريال مدريد وبرشلونة” !فما يحصل من مهازل نراها ونقرأها في المنتديات والمواقع الألكترونية تعتبر قمة المهزلة، والأمر المؤسف القائمين على تلك المواقع يتعمدون السماح بهذه المهازل وكل ذلك للأسف لا يصب إلا لتربية حقد وغُل في قلب هذا ضد ذاك بدون أن يشعروا (رغم إني أعتقد إنها مدبرة من قبلهم) !
سأسرد بعض الأحداث ولكم الحُكم …
أولاً: حين قام مدرب الريال مورينهو بطلب من خلال الحارس الإحتياطي إخبار لاعبيه بالحصول على البطاقة الصفراء وذلك لكي يغيبوا عن مباراة العودة والتي هي محسومة سلف ولكي يتأهل الفريق الى الدور القادم بعدد قليل من البطاقات الملونة في جعبتهم وبالتالي يكون جميع كادر الفريق متاح للمدرب … قامت القيامة وقتها ولم تقعد وإن ذلك يعتبر تقليل من المنافس وحركة لا أخلاقية وتصرف غبي والى آخره من الأوصاف التي سمعناها من عشاق الغريم ! لكن حين قام بعملها مدرب فريقهم غوارديولا وبشكل أفضح من طريقة مورينهو … أعتبروا ذلك نفسهم الذين قالوا عنها حركة غبية والى آخره … أعتبروها “خُبث كروي” ! مورينهو لم يؤشر بيده وطلب من عناصر فريقه عمل ذلك، بينما مدربهم الخلوق صاحب الأخلاق الرفيعة طلبها أمام كل الكاميرات وأمام الحكم الرابع حتى ! طبعاً ولأن هناك قانون لمورينهو وريال مدريد وآخر لجميع الأندية من قبل الأعور الدجال “بلاتيني” ولهذا تم معاقبة الريال ولاعبيه ومدربه على ذلك ولكن برشلونة ومدربهم لم يتم عمل لهم شيء !!!!
ثانياً: حين قام مورينهو بأكثر من مناسبة بإنتقاد حكام المباريات، جميع من في المقاطعة خرج وبرر سبب ذلك إنه هذا الرجل لا يجيد سوى الكلام (رغم إنه يملك بطولات تفوق مدربهم، وكذلك يملك 2 دوري أبطال بنفس عدد جميع بطولاتهم بنفس المسابقة!) … ولكن حين خرج مدربهم الخلوق وأنتقد الحكام في مباريات الدوري كان ذلك بسبب إنهم فعلا يتعرضون للظلم ! والظلم عندهم هو أن تلعب فرقة المقاطعة دائما أمام 10 لاعبين وليس 11 خاصة في أرضهم ! أو في لحظة إحساس الحكم بإنهم غير قادرين على الفوز !
ثالثاً: حين تأهل مورينهو وكتيبة الأنتر الموسم الماضي من قلب معقلهم النو كامب … مباشرة فتحوا رشاشات المياه عليهم وتهجم على المدرب كل من فالديز وغيره من نفس فريق تلك المقاطعة ! طبعاً برروا ذلك هذه المرة بإنه كادر الملعب كان لابد ان يقوم بسقي الملعب بالماء وغيرها من الخزعبلات ! يعني هو الملعب لا يمكن أن ينتظر 15 دقيقة بعد خروج الجميع ليرتوي؟ !
رابعاً: عندما رمى جمهورهم المليء بالأخلاق والنُبل لاعبهم السابق “لويس فيغو” برأس خنزير ! خرج علينا وقتها أصحاب نفس العقول، وإن ذلك بسبب إنه قام بالغدر فيهم ! وكأنه حين يوقع اللاعب لنادي عليه أن يبقى مدى الحياة فيه وليس هناك شيء إسمه “عالم الإحتراف” !
خامساً: حين خرج رئيسهم السابق “خوان لابورتا” وقال سأعطي مايوركا 3 ملايين وذلك لكي يعطلوا فوز الريال أو يوقفوه … خرج علينا أصحاب العقول تلك مرة أخرى بإن ذلك هو لتحفيز خصم الريال بالفوز عليه !! يعني بالله عليكم هل يوجد فريق فاتح ملعب وفاتح نادي وجلب لاعبين ويعطيهم رواتب وكل ذلك كما نقول نحن في العمل For fun ؟ أم إنه للفوز على الخصم !!!
سادساً: قبل فترة بسيطة خرج رئيسهم الجديد وقال أتوقع إنه سنفوز عليهم في نهائي الكأس بالخمسة “كالعادة” ! طبعاً خرج نفس الجمهور ليبرر ويغطي على ذلك التصريح وما فيه من قلة إحترام لخصم كان ولازال الأول على العالم أجمع ! ولكنه لكونه لا يتسم بأي خصال رئيس نادي كبير تراه يتكلم بتلك الطريقة الواطية ! طبعاً من يسمع كلامه عن “كالعادة” يقول بإنه كل يوم برشلونة تفوز على الريال بخماسية ! أنا أقول على الناس أن تعقل قبل أن تتكلم وأن تتكلم بما تعرف وليس بما لا تعرف … فالسجل واضح وصريح …
سابعاً: قبل فترة حين دخل أبيدال (لاعب تلك المقاطعة) المستشفى لعمل جراحة في الكلى … تناسى المدريديون تصرفه الغبي في ملعب المقاطعة ووضعوا لافتات دعم للاعب وكذلك لبس جميع لاعبي الفريق قمصان بعد نهاية المباراة تتمنى له الشفاء وما الى ذلك … لكن أنظروا ماذا يرد عليهم أبناء ذلك الأقليم من خلال تعليق صور على جميع الحافلات والمحلات وما الى ذلك في تلك المقاطعة القذرة:
بينما كانت هذه أخلاق الملوك:
طبعاً هناك أمور كثيرة وعديدة لو نجلس نكتب ونكتب عنها سنوات لن تنتهي … فالفرق واضح بين نادي يسمى أكثر من مجرد نادي وهو فعلا أكثر من ذلك ولكن بجميع الصفات السيئة … وبين نادي لا يحمل تجاه أحد سوى كل الروح الرياضية والتصرفات الحكيمة والأخلاقية والتاريخ شاهد على كلامي … وليس مجرد خزعبلات وترهات عشاق أصابهم عمى البصيرة ! ولم أكتب هذه التدوينة لكي يصبح عشاق نادي برشلونة كارهين له وعاشقين للريال … لكني كتبتها طلباً منهم أن لا يكونوا عُميان البصيرة ويخفوا الحق بخزعبلات هم في دواخلهم يعلمون إنها غير صحيحة … لا تجعل عزيزي القاريء حبك لناديك أن ترى الأسود بياضاً … ترى البياض عمره لم يلطخه الوساخة ! … فلا يعقل أن تكون الحقائق بتلك الوضوح ومع هذا نجد تبريرات كل مرة عن أفعال تلك المقاطعة …
في الختام، أحب أقول إن كفيف (أعمى) البصر هو من فقد حاسة البصر … بينما أعمى البصيرة هو من لا يرى الحق حتى ولو كان يملك حاسة البصر !